الدين لله والإبداع للجميع

د / بولا وجيه

د / بولا وجيه

 

دار حديث بيني وبين أحد أصدقائي من الوسط الفني بعدما خرج المنتخب الوطني من مونديال روسيا، والحديث كان عن المواهب التي صارت مقتصرة في الكنائس وكأن ليس هناك لاعب مسيحي يستحق أن يلعب في أحد الأندية أو المنتخب المصري.

وتذكرنا سويًا حادث الطفل “مينا” الذي تحدث عنه إحدى الجرائد وتم استضافته في قنوات عديدة بعدما رفضه اللاعب السابق الذي لا أعرف لو أصبح داعية أم ماذا! -الحاج إكرامي- ونعم قلت حاجًا وليس لاعبًا لأنه رفض الصبي كونه مسيحيًا.

المهم بعد هذا الحوار ذهبنا لإحدى المباريات التي تلعب داخل ملاعب الكنائس لينبهر صديقي الممثل من أداء الشباب داخل الكنائس، وتساءل لماذا لا يلعب مثل هؤلاء في أندية كبرى ويلحقون بالمنتخب، وصعق عندما عرف أن داخل الكنائس لا يوجد مدربون أو لاعبون محترفون يقومون بتدريب هؤلاء الشباب.

وكانت المفاجأة الكبرى عندما علم بوجود ميديا مسيحية، وعلى أعلى مستوى رغم قلة الإمكانيات، فتحدثت معه عن خدمة أثرت فيَّ منذ طفولتي، وهي خدمة ترانيم أونلاين، التي تعتبر مهمتهم الأساسية إنتاج الترانيم الروحية، وأسمعته بضعًا من إنتاجهم، واستغرب عندما علم أن هؤلاء لديهم تلك القدرة على الإبداع والفن رغم قلة الإمكانيات والفرص المتاحة أمامهم.

ترانيم أون لاين، هي الكيان التي يتمنى أي مسيحي يرنم ويسبح لله، أن يعمل معهم، وبين الحين والحين يرتبون مسابقة ليكتشفون مواهب جديدة يسلط عليها الضوء ومن ثم تكون انطلاقة لهم، سواء في الترانيم أو في الأغاني أيضًا خارج إطار الخدمة، وخير مثال على ذلك، النجم “مينا عطا”، الذي بدأ من خلال الترانيم مع الشاعر والصديق الحبيب رمزي بشارة.

ربما ما يجعلني متحيزًا لفريق ترانيم أون لاين ذلك الكيان الذي يشرف عليه مجموعة من الشباب الرائعين ومن ضمنهم صديقي العزيز جورج سعيد، هو فكرة تقديم يد العون للمواهب الشابة، وكانت سببا في تقديم حاليًا قامات عالية في الفن القبطي والمسيحي في مجال الترانيم والميديا المسيحية.

ورغم كثرة المصاعب التي تواجه من يعمل في مجال الميديا والإعلام، فإنهم ما زالوا يمتلكون شغفًا وإيمانًا بما يصنعون، فهم مدركون تمام الإيمان أن الله لن يخذلهم، ولن يخذل أي موهبة سواء فنية أو رياضية أو إبداعية حقيقية، وسيأتي يومًا، يأخذ كل أحد قدره ومكانته التي يستحقها.

وتحية لكل مبدع في أي مجال ربما لم تمنحه الحياة حقه، نظرًا لدينه أو شكله أو تفكيره، وأربت على كتفه وأخبره أنك يا صديقي، يومًا ما ستكون على القمة، وربما كل هذا يحدث لأن الله يريد أن يخبرك أن بداية نجاحك يجب أن تكون من خلال بيته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.